يفتقر العالم العربي إلى أبحاث ودراسات ومنتجات تقنية مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة من العرب، تكون نابعة من ثقافة بلدهم ومتفهمة لاحتياجاتهم المحددة. لذا يعتبر مجال تطوير المعينات التقنية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من المجالات الخصبة التي تتطلب شراكة فاعلة بين خبراء من مجالات تخصصية مختلفة للوصول إلى منتج عملي وقابل للاستخدام للفئة المستهدفة.
ومؤخراً تم إطلاق برنامج حاسوبي يدعى "رنان" للتأهيل السمعي واللفظي للأطفال الذين زرعت لهم قوقعة الكترونية، حيث يقوم البرنامج بتدريب الطفل على مهارات الوعي والإدراك السمعي ومهارات التعرف على الأصوات والمفردات المختلفة والتمييز بينها مع اكتساب اللغة المنطوقة في البيئة المحلية.
صفحة تقنية المعلومات أجرت الحوار التالي مع الأستاذة نجوى الغامدي أحد أعضاء الفريق المطور لبرنامج رنان (موقع البرنامج https://sites.google.com/site/rannan4users/).
بداية نرجو اعطاءنا فكرة عن كيف نشأت فكرة برنامج رنان؟ ولماذا تم اختيار هذا الاسم لتمثيله؟
- السبب الرئيسي وراء نشأة برنامج رنان هو الحاجة الوطنية لهذا البرنامج. وفق الإحصائيات تمثل نسبة الإعاقة السمعية في المملكة حوالي 13% أي بمعدل عشرة أضعاف النسبة العالمية تزداد مع التقدم في العمر لتصل إلى ما يقارب50% المصدر (جريدة "الرياض" العدد 15181).لحل هذه المشكلة ازدهرت عملية زراعة القوقعة الالكترونية للأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة، لكن 70% من نسبة نجاح العملية تعتمد على التأهيل السمعي واللفظي . إذ يتابع الطفل بعد عملية الزراعة العلاج عبر برنامج التأهيل السمعي واللفظي والذي يدرب مهارات الوعي والإدراك السمعي لدى الطفل ومهارات التعرف على الأصوات والمفردات المختلفة والتمييز بينها مع اكتساب اللغة المنطوقة في البيئة المحلية وأخيرا الاندماج في الحوار والتخاطب.
يطبق هذا العلاج في عيادات التخاطب لدى المستشفيات، ولإنجاح العلاج يجب متابعته في المنزل تحت إدارة أولياء الأمور حتى يكتسب الطفل اللغة المحلية الأم.
ولأهمية متابعة العلاج من المنزل تبلورت فكرة برنامج رنان، فهو نظام تفاعلي ذكي يقدم العلاج التأهيلي للأطفال زارعي القوقعة كحلقة وصل بين المستشفى ممثلا في أخصائيي التخاطب وبين المنزل.
ولأن صوت الرنين هو أهم المثيرات الصوتية التي تستخدم في العلاج التأهيلي، فقد تمت تسمية رنان بهذا الاسم.
* علمنا منك أن البرنامج تم اختباره على العينة المستهدفة هل لنا بإضاءات حول نتائج هذه الاختبارات؟
- يستهدف رنان الأطفال زارعي القوقعة من سن 3 سنوات إلى سن 12 سنة، وهي فئات عمرية تختلف في مهاراتها الإدراكية والحركية وتختلف في خلفيتها العلمية والثقافية والتقنية، لذلك فإن السن في هذه الفئة ليس معيارا لقدرة الطفل على استخدام البرنامج والاستفادة من خدماته، فمن خلال التجارب وجدنا أن طفل 3 سنوات قد يقدم أداء أفضل ويستفيد بشكل اكبر من البرنامج من طفل عمره 8 سنوات وفقا لمعايير مختلفة.
وما زال العمل قائما في رنان حيث نتطلع إلى تدشين المرحلة الثانية منه والتي تغطي مرحلة التفريق ما بين الأصوات، تتبعها المرحلة الثالثة وهي التعرف على الأصوات ثم الرابعة و الأخيرة وهي المشاركة في التخاطب.
سيتم حاليا تطبيق دراسية استكشافية بالتعاون من مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي لقياس تأثير النظام على استجابة الطفل للعلاج التأهيلي بالتزامن مع العلاج العيادي مقارنة بالأطفال الذين قاموا بمتابعة العلاج العيادي فقط.
كما سيتم تطبيق دراسة تعقب العين على واجهة رنان لقياس مدى تفاعل الطفل مع النظام .
* أخيرا هل لنا بمعرفة فريق العمل الذي يقف وراء تطوير رنان؟
- قام بتطوير البرنامج قسم علوم الحاسب بجامعة الملك سعود بالتعاون من كرسي الأمير سلطان لأبحاث الإعاقة السمعية "رشد " ومستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي وفريق البحث يتضمن أ. نجوى الغامدي المحاضر بقسم تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود , وأ. عبير النفجان المحاضر بقسم علوم الحاسب بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية ويترأس الفريق د. يوسف العوهلي الأستاذ المشارك بقسم علوم الحاسب وعميد التعاملات الالكترونية بجامعة الملك سعود.